التحليل الموضوعي بين البيئية التقليدية والحديثة



مقدمة
في عقود ماضية كان بإمكان أمين المكتبة أن يعرف خبايا ودهاليز مكتبته بالاعتماد على ذاكرته أو استخدام أقل الأدوات للوصول إلى محتوياتها. إلا أنه ومنذ الدخول إلى عصر المعلومات التي تشكل الرقمنة محركه الرئيس؛أصبح هناك كماً هائلاً من الإنتاج الفكري عبر أوعية المعلومات التقليدية والحديثة المختلفة، وكل وعاء من هذه الأوعية له خصائص ومزايا تستوجب إيجاد الأدوات والطرق التي تنظم محتوياته. وخلال العقود الماضية كان هاجس المكتبات ومراكز المعلومات، بل وحتى المؤسسات والمنظمات الأخرى في كيفية تنظيم هذا الكم الهائل من المعلومات الموجودة لديها؛ وذلك لتلبية احتياج المستفيدين في الوصول إلى ما يريدون من معلومات بأقل جهد وتكلفة، ومن جهة أخرى التسهيل على الاخصائيين العاملين في هذا الحقل. لذلك كانت الفهرسة بمثابة الساعة البيلوجية أو الحيوية لإعداد وتنظيم هذا المحتوى فنياً بكافة أشكاله وأنواعه. وتتخذ هذه الفهرسة مسارين هما: الفهرسة الوصفية التي تعنى بوصف الكيان المادي للوعاء أياً كان، بينما المسار الآخر هو الفهرسة الموضوعية والتي تهتم بوصف المحتوى الداخلي للوعاء إما من خلال رؤوس الموضوعات أو أرقام التصنيف. وقد كشفت الدراسات ذات العلاقة باستخدام المكتبات ومراكز المعلومات أن 90% من الاستخدامات تطلب الحصول على معلومات في موضوع ما، بينما 10% تطلب المعلومات عن مؤلف معين أو كتاب ما(خليفة،1415). وبرغم تقادم هذه الإحصائيات إلا أنها مؤشر على الاتجاه السائد عن الاستخدامات داخل هذه المؤسسات، خصوصاً في ظل تنامي وتزايد الإنتاج الفكري من جهة ومن جهة أخرى تنوع وتعدد الاوعية مما قد يشير إلى ارتفاع نسب الاستخدام لأبعد مما ورد في الدراسات أعلاه. ومن هنا فإن التحليل الموضوعي بات هو المدخل الرئيس لأي نظام معلوماتي بغض النظر عن المداخل الأخرى التي برغم أهميتها لم تعد تشكل نسبة كبيرة في عمليات الاستخدام داخل تلك المكتبات والمراكز وبنوك المعلومات. وسنحاول في هذه الورقة عرض مفهوم التحليل الموضوعي من خلال البيئتين  التقليدية والحديثة من خلال عرض أهم المواضيع ذات العلاقة بموضوع التحليل الموضوعي فيهما مثل خطواته وأدواته وأهميته ووظائفه ومفهومه...

أولاً: التحليل الموضوعي في البيئة التقليدية
ما هو التحليل الموضوعي
قبل الدخول إلى مفهوم التحليل الموضوعي أو الفهرسة الموضوعية لا بد أن نعرج على مفهوم الفهرسة بشكل عام. فالفهرسة تعرف بأنها عملية الإعداد الفني لأوعية ومصادر المعلومات المختلفة، سواءً التقليدية أو الحديثة، بحيث تكون هذه الاوعية أو المصادر في متناول المستفيدين بأسهل الطرق وأقلها تكلفة وجهد(عليان،201). وتكمن أهمية الفهرسة في السيطرة على المعرفة وحفظها من التشتت في ظل تضخم الانتاج الفكري الذي يشهد نمواً مضطرداً خلال العقود الماضية.وتنقسم الفهرسة إلى قسمين هما الفهرسة الوصفية والفهرسة الموضوعية. فالفهرسة الوصفية"هي التي تختص بوصف الكيان المادي للكتب وغيرها من المواد بحيث يسهل التعرف على الكتاب وتمييزه عن غيره من الكتب"(الشريف،2007 ، 211). أما الفهرسة الموضوعية أو التحليل الموضوعي فيعرف بأنه" العملية التي يتم فيها فحص الوثيقة للتعرف الدقيق إلى المفاهيم التي تنطوي عليها واستيعابها بصورة واضحة تسمح للمكشف فيما بعد باختيار الواصفات الملائمة للتعبير عن تلك المفاهيم"(بامفلح،2006، 79).ويعرف أيضاً بأنه جزء من عملية الفهرسة والمتعلق بالمحتوى الفكري أو الموضوعي لمواد المعلومات (عبدالهادي،2008). كما يعرف بأنه أي نشاط مقصود لإدراج التركيب أو البنية في المعرفة الموجود من أجل تحقيق وصول أفضل إليه، بمعنى آخر، فإنه هو الموضوع الذي يتعرف على العناصر الهامة في المعرفة الموجودة، ويحدد العلاقة المتبادلة بينهم، في حين يكون الوصول الى المعرفة وظيفة تجعل الأمر المختار ممكنا(Kučerová,2014). ومن خلال هذه التعريفات والتعريفات الأخرى في هذا السياق نجد أن جميعها تدور حول المحتوى الفكري الذي يتضمنه الوعاء وكيفية استخلاص الواصفات التي من شأنها أن تتوافق مع محتوى الوعاء أو الوثيقة كي تمثل جسر للوصول للمعلومات بأقل تكلفة وجهد في نفس الوقت خصوصاً في ظل الحجم الكبير للمعلومات الموجودة في المكتبات ومراكز وبنوك المعلومات.
أهداف التحليل الموضوعي
يهدف التحليل الموضوعي بحسب (عبدالهادي،2008) إلى ما يلي:
-       إظهار ما يوجد بالمكتبة أو بمركز المعلومات من موارد عن موضوع بعينه.
-       إظهار ما يوجد بالمكتبة أو بمراكز وبنوك المعلومات من مواد تتعلق بالموضوع المستعلم عنه...
كما نقل (عبدالهادي،2008) عن شيرا وإيجان مجموعة من الأهداف للتحليل الموضوعي من الناحية النظرية ومن هذه الأهداف:
-       إتاحة الوصول عن طريق الموضوع لكل المواد المناسبة.
-       إتاحة الوصول الموضوعي للمواد من خلال كل مبادئ التنظيم الموضوعي المناسبة مثل : المادة ، العملية ، التطبيقات.الخ.
-       توحيد الإشارات للمواد التي تعالج نفس الموضوع...
-       إظهار الارتباط بين المجالات الموضوعية كالتي تعتمد على المتشابهات.
-       توفير مدخل لأي مجال موضوعي من الأكثر تعميماً إلى الأكثر تخصيصاٌ
-       توفير مدخل من خلال المصطلحات الشائعة.
-       تقديم وصف اصطلاحي للمحتوى الموضوعي...يتمثل في المصطلحات الأكثر دقة.
ومن الناحية العملية فقد ربط (عبدالهادي،2008) إلى أن أي تعديل في الأهداف يجب أن يتم في ضوء الاعتبارات التالية:
-       ماهية الأهداف التي يمكن تحقيقها عن طريق الوسائل الاخرى غير الفهرس الموضوعي.
-       التكاليف النسبية للبدائل العملية.
-       أي الأهداف أساسي وأيها مهم وأيها لا يعتد به بالنسبة لفئات المستفيدين التي ترغب المكتبة ومراكز المعلومات في خدمتها.
أساليب وأدوات التحليل الموضوعي
يرى (خليفة،1415) أن التحليل الموضوعي لأوعية المعلومات يتم بأساليب مختلفة تؤدي نفس الغاية وذكر من هذه الأساليب: التصنيف، ورؤوس الموضوعات، والمكانز، والكلمات الدالة في السياق، والكلمات الدالة في خارج السياق. ويشير (Kučerová,2014) إلى أنW. J. Hutchinsواستخدم أيضاً اللغويات النصية، واقترح نهجا للفهرسة يستند على التحليل اللغوي لهيكل النص، مقدما بديلا للتلخيص التقليدي (التكثيف الدلالي) للمحتوى في صورة اسم استدعاء في الفهرس، أو في شكل الكلمات الدليلية التي، على الرغم من ذلك لا تعمل دائما، ومن الجهاز المفاهيمي للغويات النصية، استخدم مصطلحات مثل "موضوع" (نقطة البداية، والتي يفترض المؤلف بأنها معلومة لدى القارئ) و "Rheme" (والتي يتم توقعها من قبل القارئ)، واستقراء ذلك من مستوى بناء الجملة إلى مستوى النصوص بأكملها. ويعتبر أسلوبا التصنيف، ورؤوس الموضوعات من أكثر هذه الأساليب شيوعاً وسنلقي الضوء عليهما بشيء من التفصيل إضافة إلى أسلوب المكانز.
1-   التصنيف
يعرف التصنيف بأنه "جمع الأشياء المتشابهة معاً وفصل الأشياء غير المتشابهة ، ويتحدد التشابه والاختلاف على أساس امتلاك الأشياء أو عدم امتلاكها لصفة جوهرية تسمى الخاصية"(السريحي،1417 ، 138). وقد ارتبط التصنيف بظاهرتين أساسيتين هما: التخصص الموضوعي الدقيق، وتشابك الموضوعات، والترابط فيما بينهما(أحمد،2009). وهناك الكثير من التصنيفات الشائعة، فمن التصانيف العربية، هناك تصنيف الكندي، والفارابي، والخوارزمي. أما عالمياً فهناك مكتبة الكونجرس الأمريكية، وتصنيف ديويالعشري الذي يعد الأكثر انتشاراً واستخداماً على مستوى العالم.وتقسم خطط ونظم التصنيف إلى عدد من الأنواع، كنظم التصنيف حسب التغطية الموضوعية، وتنقسم إلى عامة وخاصة، حيث تغطي العامة كافة فروع المعرفة، بينما تغطي المتخصصة موضوعات علمية محددة. وخطط تصنيف حسب المعالجة وتشمل التصنيف الضيق والواسع، حيث يستخدم الواسع في المكتبات ذات المجموعات المحدودة، بينما التصنيف الضيق يستخدم في المكتبات ذات المجموعات المتوسطة والكبيرة.ونظم التصنيف حسب المحتوى وأساليب العرض وينقسم إلى التصنيف الحصري والذي يغطي موضوعات المعرفة ويحصرها، والتحليلي والذي لا يحصر موضوعات المعرفة وإنما يعرضها(أحمد،2009). 
2-   رؤوس الموضوعات
رؤوس الموضوعات باختصار هي الكلمة أو مجموعة من الكلمات التي تعبر عن مضمون الوعاء بدقة عالية، وترتب ترتيباً هجائياً. وهناك مجموعة من القواعد عند اختيار رؤوس الموضوعات، كالاطلاع على صفحة عنوان المصدر، وصفحة المحتويات والمقدمة، كذلك استخدام رأس الموضوع الشائع والأكثر استخداماً، واختيار رأس الموضوع الشامل والجامع(أحمد،2009). وتتخذ هذه الرؤوس أشكالاً متعددة فمنها من يتكون من كلمة واحدة تشير موضوع المعرفة الرئيس كالطب – الزراعة...ومنها من يتكون من كلمتين بينهما حرف عطف مثل النهار والليل والموت والحياة، والبعض الآخر يتكون من ثلاث كلمات أو من صياغات لغوية كثيرة وهذا يسمى بالمعقد.وبحسب (أحمد،2009) فإنه تستخدم العديد من قوائم رؤوس الموضوعات والمكانز الموضوعية في المكتبات العربية والأجنبية لعل أشهرها ما يلي:
-       محمد فتحي عبدالهادي. قائمة رؤوس الموضوعات العربية في العلوم الاجتماعية،1975.
-       شعبان خليفة، ومحمد عوض العايدي. قائمة رؤوس الموضوعات القياسية للمكتبات المدرسية .القاهرة : المكتبة الاكاديمية 1993.
-       قائمة رؤوس موضوعات مكتبة الكونجرس .واشنطن : مكتبة الكونجرس.
3-   المكانز
"يعرف المكنز من حيث الوظيفة بأنه أداة ضبط المصطلحات التي تستخدم للترجمة من اللغة الطبيعية للوثائق أو من لغة المكشفين أو المستفيدين إلى لغة أكثر تقييداً هي لغة النظام، أما من حيث البناء فهو مفردات منضبطة وديناميكية للمصطلحات متصلة مع بعضها دلالياً وجنسياً ونوعياً تغطي أحد حقول المعرفة"وجهد(عليان،2001، 176). وقد عدد (محمد،2014) ما  يقارب من عشرة أنواع من المكانز هي: مكنز اللغة المتخصصة، ومكنز اللغة الحرة، ومكنز اللغة المضبوطة، والمكنز المصغر، والمكانز أحادية اللغة، والمكانز ثنائية اللغة، ومكانز متعددة اللغة، والمكنز الهجائي، والمكنز المصنف، والمكنز الوجهي.
التحليل الموضوعي بين التصنيف ورؤوس الموضوعات
بين التصنيف واختيار رؤوس الموضوعات ارتباط وثيق لأن كلاً منهما يهتم بالمحتوى الفكري لموضوع الكتاب أو أي موضوع لوعاء آخر، أي الجانب الموضوعي منه(موسى،2012).فالتصنيف يهتم بتحديد موضوعات المواد معبراً عنها بأرقام أو رموز تصنيف من خلال خطة تصنيف تستخدمها المكتبة أو مراكز وبنوك المعلومات(أحمد،2009). وقد أورد الباحثون والمختصون كثير من الفروقات بينهما ففي التصنيف مثلاً لا تتيح عملياته أكثر من رقم واحد للمصدر، بينما في رؤوس الموضوعات يمكن أن توفر المصدر الواحد مجموعة غير محددة من رؤوس الموضوعات.ويرى (شاهين،2000 ، 259) " أن الفرق بين العمليتين أننا في التصنيف نعبر عن موضوع الكتاب بواسطة رمز معين، بينما في التحليل الموضوعي اللفظي نعبر عن الموضوع باستخدام كلمة أو عدة كلمات".
خطوات التحليل الموضوعي
تعني فهرسة المواضيع، بشكل أساسي بتنظيم المعرفة من أجل المستخدم الفعال، ويقوم القائم بعمل الفهرسة أولا بتحديد الخصائص الهامة للعمل وبعد ذلك يقوم بترجمة محتوى الموضوع إلى عناصر النظام التي يتم استخدامها –تدوين مخطط التصنيف والمصطلحات المختارة من مصطلحات الموضوع المعتمدة من قبل المكتبة، وتقوم طبيعة العمل وسياسات المكتبة القائم على التصنيف بتوجيه القائم على الفهرسة في اتخاذ القرارات التي تتعلق بالخصوصية وتحديد عمق التحليل وتحدد المخططات التنظيمية الفردية للمكتبة الملصقات المخصصة الى كل عنصر من أجل المستخدم(NLM,2004). وترى موسى،2012، 17) "أن خطوات التحليل الموضوعي تبقى واحدة في التصنيف ورؤوس الموضوعات، وإن كانت النتيجة مختلفة بينهما وتدور الخطوات حول عمليتين أساسيتين هما:
-       تحديد موضوع أو موضوعات الوعاء المفهرس.
-       اختيار رمز التصنيف ورأس أو رؤوس الموضوعات المناسبة".
                      ثانياً: الاتجاهات الحديثة في التحليل الموضوعي
1-   تطورات الفهرسة في البيئة الالكترونية
عرضنا في الجزء الأول أعلاه موضوع التحليل الموضوعي أو الفهرسة الموضوعية في البيئة التقليدية من منظور شامل وركزنا على الأدوات في البيئة التقليدية التي ظلت لعقود تستخدم في المكتبات ومراكز المعلومات. ومع التطورات التقنية المتلاحقة التي شهدت المجالات كافة، فقد شهد مجال الفهرسة إجمالاً نقلة نوعية في مفهوم المفهرسة خصوصاً على مستوى الإجراءات والأدوات، حتى وإن رحل بعضها إلى البيئة الحديثة بما يتواءم مع طبيعتها وخصائصها الاستثنائية. وتشير (الدباس،2011) إلى أبرز التطورات التي حدثت في البيئة الالكترونية وهي على النحو التالي:
1-   الانتقال من الفهرسة اليدوية إلى الفهرسة المحوسبة، وما ارتبط بذلك من التحول من الفهرس البطاقي إلى الفهرس المتاح على الخط (OPAC) وإمكان استخدامه كبوابة للبحث عبر شبكة الانترنت.
2-   تزايد الاعتماد على قواعد البيانات الكبيرة في الحصول على بيانات الفهرسة فيما يعرف بالفهرسة المنقولة، وأبرز نموذج لها هو مكتبات الحاسوب على الخط المباشر (OCLC).
3-   استخدام محطات العمل الالكتروني في محيط الفهرسة والتي تعتمد على الحواسيب الشخصية من خلال برامج وظيفية تخول للمفهرس الوصول السريع إلى النسخ الالكترونية.
4-   صدور الطبعة الثانية مراجعة 2002 من قواعد الفهرسة الانجلو – أمريكية المتضمنة لبعض التعديلات والتغييرات في بعض القواعد أهمها الفصل التاسع الخاص بالمصادر الالكترونية.
5-   صدور مارك 21ARC 21 للاستخدام عام 2000 نتيجة للاندماج بين الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا لدمج أشكال مارك.
6-   أدى انتشار المصادر الالكترونية إلى الاهتمام بفهرسة تلك المصادر الخاصة المتاحة عن بعد وإعداد الأدوات اللازمة لاسترجاعها.
الاتجاهات الحديثة في الفهرسة الموضوعية
تعرف الاتجاهات الحديثة في الفهرسة الموضوعية أو التحليل الموضوعي بأنها"عملية اختيار العدد الكافي من رؤوس الموضوعات معينة بشكل محوسب، أي استخدام الحاسوب في مجال خزن واسترجاع رؤوس الموضوعات وبناء الفهارس الموضوعية"(الدباس،2011، 298). وخلال العقود الأخيرة اتجهت كثير من المكتبات ومراكز المعلومات إلى التحول من استخدام الفهارس التقليدية إلى استخدام الفهارس المحوسبة، والتي باتت تعرف بالفهرسة المقروءة آلياً (MARC) والتي تعطي نقاط وصول متعددة. ومن هنا كما ترى (الدباس،2011 )تنبع اهمية التحليل الموضوعي لتلك الأوعية، وذلك لان المعلومات أصبحت احد النشاطات الانسانية الدائمة التطور والتي يصعب تقنينها بنظام صارم ودائم. وكما أشرنا في بداية هذه الورقة إلى النمو الهائل في المعلومات وبأشكال مختلفة ، حيث أدى هذا النمو المضطرد  إلى ظهور فهارس للتعامل معها وهذه الفهارس (الدباس،2011 ) هي:
1-   الفهارس المحوسبة: وتكون على شكل صفحات كتاب مخزنة على الحاسوب.
2-   استخدام الفهارس العالمية على الخط المباشر: وهذا يضمن الاتصال المباشر بين المكتبات ومراكز المعلومات ونظم وشبكة المعلومات والاتصال المباشر بالقواعد الببليوجرافية التي لديها
3-   البوابات الموضوعية على الانترنت: الميتاداتا Metadata : وهي خدمة تسمح للمستفيد بالوصول المباشر إلى محتويات المكتبات سواء المطبوعة أو الالكترونية، فهي عبارة عن قاعدة بيانات تشتمل على تسجيلات مفصلة لما وراء البيانات حيث تقوم بوصف مصادر الانترنت...
وسنستعرض فيما يلي أهم الأدوات المستخدمة في البيئة الحديثة
الويب الدلالي (semantic web)
ظهر الويب الدلالي مع ظهور وتوسع البيئة الرقمية كأحد الأدوات التي من شأنها أن تؤدي إلى استرجاع المعلومات منها ، والإفادة من المعلومات الكبيرة الموجودة وجعل هذه البيئة الرقمية في ديناميكية مستمرة بدلاً من أن تصبح كالمستودعات البالية لهذه المعلومات وبالتالي الإفادة منها. وتعرفه (باملفح،2010، 3) بأنه "عملية لتحسين البحث المباشر عن طريق استخدام بيانات من شبكات دلالية لتزيل الغموض من الاستفسار ومن نص الويب من أجل الحصول على نتائج ذات صلة أكبر بالاستفسار".كما أن من أهم التعريفات للويب الدلالي هو تعريف مخترعه برنزلي الذي يصفه بأنه امتدادي للشبكة الحالية، بحيث تكون للمعلومات معنى محدد، وهذا سيخلق تعاون فعال بين أجهزة الحاسوب والإنسان(الأكلبي، 2012). وهناك عدة أسباب لظهور الويب الدلالي لعل، من أهمها ما أشار إليه كل من (Antoniou, G., &Harmelen, F., 2008) والتي تمثلت في دعم وإرشاد المتعلمين عند إجراء عمليات البحث عن المعلومات، ودقة المعلومات التي يتم البحث عنها، والوصول للمعلومات من خلال وصف مصادر البيانات، وتوفير المساحة التخزينية الكافية للموقع وسهولة استخدامه لضمان عدم تكرار المعلومات، وتوظيف إمكانات الويب 1.0 والويب 2.0 ودمجها بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتوفير بيئة عمل شاملة. كما يتميز الويب الدلالي بعدد من المزايا منها على سبيل المثال: قابلية المعلومات للمعاجلة من قبل الحاسبات بدلاً من كونها بشرية التوجيه، كما أن استخدام الويب الدلالي يؤدي إلى احتمالات جديدة في الذكاء الاصطناعي، وسهولة استدعاء المعلومات، ومحاكاة العقل البشري في التعامل مع البيانات، والتحديث المستمر بشكل آلي...(الفار،2012).وتكمن أهمية الويب الدلالي بحسب ما يرى (الأكلبي،2012) في تقديم معايير مفتوحة تستخدم في تكشيف محتويات مصادر المعلومات من خلال عدد من الادوات وهي:لغة الترميز الموسعة، خرائط المفاهيم الأنطولوجيا، والمعيار العام لوصف المصادر، ولغة انطولوجيا الويب. كما أشار (النجار،2014) كذلك إلى عدد من المعايير الخاصة التي يتضمنها الويب الدلالي منها على سبيل المثال :
1- الكود الموحد وروابط المصادر "Unicode Universal Resources Link and URI": ويمثل معيار تمثيل البيانات، وهو معيار لتوضيح وتحديد المصادر مثل صفحات الويب...
2-  لغة التمييز الممتد XML Extensible Markup Language: وهي مخططات لغة التمييز الممتد XML Schemaووثائق لغة التمييز المحدد XML التي تصف وثائق لغة التمييز المحدود XML الأخرى، وتسمح هذه المخططات بالقيام بالقواعد التي قام المستخدمون ببنائها...
3-  إطار وصف المصدر RDF Resource Description Framework: وهو أسلوب يوسع من إمكانات لغة XML فهو يوفر إطار وصف المصدر ...
4-    مخططات إطار وصف المرجع RDF Schema: وهو أشبه بمعجم لوصف خصائص وصفوف المصادر...
5-  لغة مراجع وصف الويب OWL Ontology Web Language: تهتم هذه التقنية بتحويل المحتوى من محتوى عادي يفهمه البشر فقط إلى محتوى يفهمه كل من البشر والآلة معًا...
6-  المنطق والبرهان Logic and Proof: هو نظام الاستدلال الآلي في تبويب البيانات للوصول لاستنتاجات جديدة ...
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الاستفادة من الويب الدلالي لن تكون حكراً على مؤسسات وبنوك المعلومات بل يمتد ذلك إلى كافة المؤسسات التي تعتمد على أعمالها على جمع المعلومات والإفادة منها. وقد ضرب (Gylfason,2010) عدداً من الأمثلة حيث ذكر بأنه يمكن للمؤسسات المالية مثلاً أن تقيم المخاطر بدرجة ودقة أكبر بسبب توافر بيانات أكثر ذات صلة بالموضوع الخاص بها، كما يمكن للشركات الصيدلانية أن تقلل من تكلفة تطوير العقاقير إذا كانت قادرة على الجمع بين البيانات المفتوحة المصدر على شبكة الإنترنت والبيانات الخاصة بها،وبالتالي توفير المال. كما يمكن أن يكون للويب الدلالي أثر كبير أيضا على أشياء مثل الأمن القومي والتأهب للكوارث والعمليات العسكرية.  حيث تجمع الحكومة كميات هائلة من البيانات لكل منها وربطها بما لديها بشكل أكثر فاعلية، ومن خلالها تستطيع أن ترى المخاطر والتهديدات قبل أن تصبح حقيقة واقعة.
الانطولوجيا (Ontology)
الانطولوجيا (Ontology) في الأصل مصطلح ارتبط بالفلسفة وهي يونانية تعني الوجود، لكن ما يهمنا في هذا المصطلح هو علاقته بالمعرفة والمعلومات من حيث التصنيف والتنظيم وقد أٌعيد الاهتمام بهذا المفهوم بعد استخدام الحاسب الآلي في مجال المعلومات وتطور هذا الاستخدام لاحقاً مع التطورات التي حدثت في بيئة المعلومات إلى أن وصلنا إلى الانترنت وانتشار استخدامها وأصبحت مصدراً من مصادر المعلومات والمعرفة. وتعرف الانطولوجيا بأنها أدوات لتمثيل المعرفة حيث تقوم بحصر المصطلحات التي تعبر عن الموضوعات المعرفية والعلمية وتنظمها، موضحة العلاقات المختلفة التي تربطها، كما توضح المصطلحات المترادفة وتحلل الصيغ المختلفة منها، بما في ذلك الأسماء والأفعال...(بامفلح،2010).
مكونات الانطولوجيا
تتكون الانطولوجيا بحسب (أبوشرحة،2016) من التالي:
1-   كيانات Entity : والتي تعرف في مجال بالمفردات Individuals وتعد المكون الاساسي في بيئة الانطولوجيا وتمثل المستوى الأول داخل الانطولوجيا وتشير كلمة المفردات إلى مختلف الكيانات المادية والمجردة.
2-   الأفكار  Ideas : أو ما يسمى الفئات Classes وتعد المكون الثاني في بيئة الانطولوجيا وتشير إلى التصنيف الاساسي في مجال ما حيث تشمل على مجموعة من المفردات Individuals أو الكيانات Object والتي تجمع صفات مشتركة جعلتهم ينتمون إلى هذه الفئة ...
3-   الخصائص Properties : والتي تعرف أيضاً بالسمات Attribute توصف كل من الفئات Classes والمفردات  Individuals في الانطولوجيا وفق الخصائص المميزة لها عن غيرها والمحددة لذاتها ، ولا يقتصر أمر السمات على توصيف المفردات والفئات بل يمتد ليقوم بتوصيف العلاقات التي تربط هذه الكيانات كلها مع بعضها البعض ...
4-   العلاقات  Relationship: تعد العلاقات أحد أهم السمات التي تميز الانطولوجيا حيث تتسم العلاقات في بيئة الانطولوجيا بأنها تتمتع بالتوصيف والمسميات والدلالات الأمر الذي يكفل لأنظمة الحاسب الآلي تحقيق التكامل المعرفي بين الكيانات المختلفة.
أنواع الانطولوجيا
قسم (Jurisica  ،2009) الانطولوجيا إلى أربعة أقسام وهي:
1.      الانطولوجيا الساكنة Static Ontology :وتصف النواحي الساكنة في العالم؛ الأشياء، خصائصها والعلاقات فيما بينها.
2.      الانطولوجيا المتحركة Dynamic Ontology :وتصف النواحي المتحركة "الديناميكية" في العالم، كالوقت والحركة ...
3.      الانطولوجيا المقصودة Intentional Ontology :وتصف النواحي السلوكية، كالدوافع، النوايا، وغيرها
4.      الانطولوجيا الاجتماعيةSocial Ontology :وتعنى بالأطر الاجتماعية، مثل العلاقات بين الأفراد والمجتمعات والتنظيمات البشرية ...
توظيف الانطولوجيا في تصنيف المعرفة
في البيئة التقليدية هناك من يرى أن تصنيف ديوي العشري قد طبق الانطولوجيا بحذافيرها وهو ما أشار إليه (الزهيري،2017) حيث ذكر تصنيف ديوي العشري كان قد طبق الانطولوجيا حرفيا عندما صنف المعرفة البشرية الى تصنيفات فرعية على اساس العالقات والتقارب الموضوعي او الأصل الفلسفي للعلوم، فهو كما يرى أن تصنيف ديوي العشري عبارة عن تكتلات يجمعها موضوع واحد، وما يميزه هو إمكانية التعامل بشكل مستقل مع كل فرع من فروع تصنيف المعرفة على حده. أما في البيئة الرقمية فهي لا شك بيئة تمتاز بالكم الهائل من المعلومات المتنوعة النصية والسمعبصرية، وطبيعتها أنها متجددة بشكل سريع وبالتالي تعتبر البيئة المناسبة والأمثل لتطبيق الانطولوجيا بمفهومها الصحيح ويمكن تلمسها في محركات البحث مثل قوقل وياهو، إلا أن شبكات التواصل الاجتماعي تعد البيئة الأمثل من خلال بناء العلاقات وربطها، ففي موقع كالفيس بوك نجد بناء المجموعات والصداقات تقوم على عملية التصنيف وفق آليات مختلفة كالاهتمامات أو المواقع التي يتواجد فيها الأعضاء، وتواريخ معينة بذاتها كتواريخ الميلاد. كذلك الحال بالنسبة لموقع [YouTube [الذي فاق كل التوقعات بعدد مقاطع الفيديو المنشورة فيه حتى بالنسبة لمطوري الموقع أنفسهم. وما يزال يحق المزيد من جذب الزوار والمشاركين، وهذا بسبب التنظيم الدقيق لمقاطع الفيديو خاصة بالنسبة للتصنيفات العامة للقنوات التي تتطابق مفاهيمt [Ontology .[يكفي ان تشعر ان الموقع يرشح لك مقاطع الفيديو الأقرب لموضوع المقطع الذي تم تشغيله او أن يعرض لك مجموعة من المرشحات المناسبة والمستندة على التصنيف العام للمقطع الذي طلبته(الزهيري،2017).
الفوكسونومي (التوسيم الإجتماعي) Folksonomy
ظهر مصطلح الفوكسونوميFolksonomy) ) بداية من عام 2004م على يد توماس فاندر Vander Thomas كمصطلح يقوم به المستخدمون للشبكة عبر كلمات مفتاحية. ويعرف بأنه أن "تصنيف يعتمد على المستخدم، ينتج عبر إجماع قاع-قمة". والتي تعين أن بناء الفوكسونومي يبدأ من أدنى مستويات البناء وأكثرها تفصيلاً إلى الأعلى والأكثر شمولا(Quintarelli, 2005). أي أنه يعتمد على الكلمات المفتاحية التي ينشئها المستخدم ويمكن أن تستخدم كعناوين لمصادر معلومات أياً كانت.  كما يعرف بأنه مجموعة حرة من الكلمات المفتاحية المختارة بواسطة المستخدم والتي تعرف بالسمات، وتستخدم كعناوين لمصادر المعلومات ويصدر المستخدم المعلومات ويصدرها على حدٍ سواء ويتم بصورة حرة(القحطاني،2015). وتتلخص وظائف الفوكسنومي حول ربطه بين العديد من المصادر والتعاون بين المستخدمين. ويعتبر وسم أو هاشتاق (#) على موقع تويتر من التطبيقات للفكسنومي حيث يقوم المستخدمون فيه بوضع الهاشتاق لموضوع معين من خلال كلمات مفتاحية ويمكن من خلال هذا الهاشتاق تشارك المعارف وغيرها من المعلومات.
مميزات الفوكسنومي
من المميزات التي ذكرها (جوهري، د.ت) للفوكسنومي  ما يلي:
1-   أنه نظام يتم فيه استخدام واصفات غير معيارية من المستخدمين لشبكة الانترنت.
2-   يعد بداية لتصميم مكنز من واقع الاستخدام الفعلي للمستفيدين
3-   يعبر عن الاستخدام الاحدث والجاري والأكثر شيوعا لدي المستفيدين
4-    . 4 )يمكن من خلال الإضافة للعديد من المصطلحات للتعبير عن المصدر الواحد
5-   يعكس ثقافات واهتمامات المستفيدين الموضوعي
عيوب الفوكسنومي
من أهم عيوب الفوكسونومي التي أشار إليها (جوهري، د.ت) ما يلي:
1-   فرص الاختيار صعبة لكثرة وتعدد المصطلحات مما يؤثر على دقة الاسترجاع.
2-   الغموض والاختلاف في المعاني كالتجانس والترادف
3-   استخدام الاختصارات الحديثة
4-   الأخطاء التي تقع ضمن نطاق التكشيف والمفارقات بين التكشيف الموضوعي المهني والذاتي للأفراد المساهمين
5-   تعدد صيغ بناء الواصفات مفرد –جمعكلمة – جملة – شبه جملة.
الميتاداتا
مع ظهور شبكة الانترنت وما صاحبها من أوعية جديدة تحمل في مجملها كماً هائلاً من المعلومات يصعب السيطرة عليه بالأدوات المستخدمة في البيئة التقليدية؛ فقد ظهرت الميتاداتا لمواجهة هذه المشكلة والتغلب عليه. وقد عرفها  (Mitchell, 2006) بأنها بيانات عن بيانات أو معلومات عن معلومات. كما تعرف بأنها بيانات تصف خصائص مصدر ما وتلخص علاماته وتدعم اكتشافه، وتوجد في بيئة إليكترونية(يحيي،2010).
أنواع الميتاداتا
هناك ثلاثة أنواع هي على النحو التالي:
1-   الميتاداتا الوصفية وتمثل معلومات المصادر الكترونية ومحتوياتها الفكرية.
2-   الميتاداتا الإدارية:وهي المعلومات التي تستخدم لإدارة المواد وحفظها كتلك التي تتعلق بإدارة حقوق المؤلف، والتراخيص والقوانين والقيود.
3-   الميتاداتا البنائية: وهي التي تستخدم لتخزين المواد الالكترونية في المستودع، لكي تساعد على عرض وتصفح المصادر الالكترونية.
معايير الميتاداتا
هناك مجموعة من المعايير بعضها يناسب تخصصات بعينها والبعض الآخر عامة ومن أبرز هذه المعايير وأكثر شيوعاً هما:
1- معيار MARC21 : هو اختصار (Machine Readable Cataloging) وتعني الفهرسة المقروءة آلياً، ويمكن تمثيل الهيكلة العامة لمارك بصناديق يضم كل صندوق معلومات يطلق عليها اسم المعرف (الحقل) وكل معرف يتم تقسيمها إلى حقول تسجل فيها المعلومات الخاصة وفي مارك توجد عشرة حقول يضم كل واحد فيه (100) مختلف عدا الحقل الأول (X00) يحتوي على (99)(عليان،2011).
2-   معيار دبلن كور: ويمثل هذا المعيار بحسب (بامفلح،2006) مجموعة محورية من العناصر التي تستخدم لوصف وإتاحة مصادر المعلومات ... وكان هذا المعيار في بداية ظهوره يتكون من ثلاثة عشر عنصراً أضيف إليها فيما بعد عنصران لتصبح خمسة عشر عنصراً موزعة على ثلاث فئات، قد ترد داخل الوثيقة أو منفصلة عنها، وجميع العناصر اختيارية وقابلة للتكرار، وهي على النحو الآتي:
-       المحتوى: العنوان، والموضوع، والمصدر، واللغة، والعلاقة، والتغطية.
-       الملكية الفكرية: منشئ العمل، والناشر، والمشارك، والحقوق.
-       الإصدار: التاريخ، والنوع، والشكل، والمعرف.
كما أن هناك عدد من المعايير الأخرى مثل معيار ترميز النص HIE HEAD ومعيار البيانات الرقمية الجغرافية.
وظائف الميتاداتا
 ذكرت (يحيي،2010) مجموعة من الوظائف للميتاداتا لعل من أهمها ما يلي:
-       تقليل الفجوة بين محركات البحث
-       والتعريف بالموقع وإمكاناته
-       ومساعدة محركات البحث على تكشيف الموقع بشكل أكثر حرفية من الاعتماد على النص الكامل للموقع
المناقشة
من خلال عرضنا لمفهوم التحليل الموضوعي بشكل عام وأدواته في البيئتين التقليدية والحديثة نجد أن السعي نحو تنظيم المعرفة والمعلومات في كافة البيئتين لم يكن سهلاً أبدأ وذلك لمعوقات كثيرة منها البشرية والفنية، فالفهرسة الوصفية على سبيل المثال وفي عقود ماضية وقبل التضخم الفكري ربما كانت تفي بالغرض في عمليات تنظيم وتصنيف المعلومات، لكن مع تزايد الإنتاج آنذاك ظهرت الفهرسة الموضوعية وأسهمت عبر أدواتها في تنظيم وتصنيف المعلومات والمعارف. إلا أنه بظهور البيئة الحديثة سواء الالكترونية أو الافتراضية على شبكة الانترنت وما رافق ذلك من ظهور أوعية جديدة تتطلب تنظيم خاص لمحتوياتها، تطلب الأمر أدوات أخرى مثل مشروعات ما وراء البيانات أو الميتاداتا وقد أثبتت فاعليتها في العثور على الموارد والمعلومات على شبكة الانترنت. وكما نعلم بيئة أن البيئية الافتراضية بيئة متطورة وفي نفس الوقت معقدة وهنا نضع سؤال وهو : هل ستفي الأدوات التي أشرنا إلى بعضها في أثناء هذه الورقة في تنظيم واسترجاع المعلومات في هذه البيئة أم أنه على المؤسسات ذات العلاقة أن تضع منذ الآن هذه الإشكالية ضمن حساباتها؟ ربما تعتقد هذه المؤسسات أنه من المبكر الإجابة على هذا السؤال ، لكن قد يأت اليوم الذي تضطر فيه للبحث عن إجابة.
الخاتمة:
ظهر لنا بما يدع مجال للشك أهمية التحليل الموضوعي في تنظيم المعرفة والمعلومات سواءً في البيئة التقليدية أو الحديثة حيث قدمنا في هذه الورقة ماهية التحليل الموضوعي وأهدافه وخطواته، وأساليبه وأدواته في البيئتين مع إدراكنا إلى صعوبة تغطية كافة مواضيعه في مثل هذه الورقة التي هي فقط لوضع الخطوط العريضة وتسليط الضوء على موضوع التحليل الموضوعي كأحد أهم مواضيع تنظيم المعرفة.












المراجع العربية

·        أبو شرحة، ماجد(2016). منهجية بناء الانطلوجيا، تم استرجاعها في 12/10/207 على الرابط http://mabusharha.blogspot.com/2016/02/blog-post_27.html
·        أحمد، أحمد يوسف حافظ(2009). التنظيم وإجراءات العمل في المكتبات ومراكز ومصادر التعلم،عمان: دار حنين للنشر.
·        الأكلبي، على بن ذيب. (2012). تطبيقات الويب الدلالي في بيئة المعرفة، مجلة كتبة الملك فهد الوطنية. 2. (18). تم استرجاعه في 13/10/2017 على الرابط: http://www.kfnl.org.sa/Ar/mediacenter/EMagazine/DocLib/%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%85%D9%86%20%D8%B9%D8%B4%D8%B1/249-260.pdf
·        بامفلح، فاتن سعيد(2006). أساسيات نظم استرجاع المعلومات الإلكترونية، الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية.
·        خليفة، شعبان، ومحمد فتحي عبدالهادي(1415). التحليل الموضوعي للمكتبات ومراكز المعلومات، القاهرة: العربي للنشر والتوزيع
·        بامفلح، فاتن سعيد(2010).محركات البحث الدلالي في ظل تطبيقات الويب الويب الدلالي، تم استرجاعه في 14/10/2017 على الرابط: https://www.kau.edu.sa/Files/12510/Researches/63453_34498.pdf
·        الجوهري، عزة فاروق (د.ت). موسوعة نول )Knol )الرقمية : نموذج للتأليف والوصول الحر تقييم للدورلإثراء المحتوى الرقمي العربي ومدى الإفادة في مجتمع المعرفة و إثراء المحتوى الرقمي. على الرابط:https://www.kau.edu.sa/Files/12510/Researches/63391_34407.pdf
·        الدباس، ريا(2011).الفهرسة الوصفية والموضوعية في المكتبات ومراكز المعلومات التقليدية والمحوسبة، عمان:دار صفاء للنشر والتوزيع عبدالهادي، محمد فتحي(2008).التحليل الموضوعي أسسه النظرية وتطبيقاته العملية، الرياض: دار الثقافة العليمة.
·        الزهيري،طلال ناظم(2017).أدوات تصنيف وتنظيم المحتوى الرقمي في بيئة الانترنت. المجلة العراقية لتكنولوجيا المعلومات.. المجلد. 8 - العدد. 1 - 2017 ،تم استرجاعه في 12/10/2017 على الرابط: https://iasj.net/iasj?func=fulltext&aId=130200
·        السريحي، حسن عواد، وشريف كامل شاهين(1417).مقدمة في علم المعلومات، جدة: دار الخلود للنشر والتوزيع.
·        عليان، ربحي مصطفى، و أمين النجداوي(2001). مقدمة في علم المكتبات والمعلومات، عمان:دار الفكر للطباعة والنشر.
·        عليان، ربحي مصطفى، ووصفي عارف الشلول(2011).الفهرسة المقروءة آلياً (مارك 21)،عمان: دار الصفا للنشر
·        شاهين،شريف كامل(2000). مصادر المعلومات الالكترونية في المكتبات ومراكز المعلومات، القاهرة: الدار المصرية اللبنانية.
·        الشريف، عبدالله محمد(2007).مدخل إلى علم المعلومات، الإسكندرية:المكتب العربي الحديث
·        محمد، هاني (2014).الكشافات والمستخلصات وعلاقتها بالمكانزوالببيوجرفيات.القاهرة: دار العلم والايمان للنشر والتوزيع
·        الفار، إبراهيم عبد الوكيل. (2012). تربويات تكنولوجيا القرن الحادي والعشرين. طنطا: الدلتا لتكنولوجيا الحاسبات.
·        القحطاني، فوزية معيض يحيي(2015).أثر المفضلات الاجتماعية لإثراء مقرر الحاسب الآلي الصف الأول ثانوي في مدينة جدة،، المجلة التربوية المتخصصة العدد السادس على الرابط: http://www.iijoe.org/v4/IIJOE_02_06_04_2015.pdf
·        النجار، محمد السيد (2014).تقنية الويب0.3 مفهومها ومكوناتها وأدواتها. تم استرجاعها في 14/10/2017 على الرابط: http://emag.mans.edu.eg/media/pdf/30/7.pdf
·        موسى، غادة عبدالمنعم(2012). التحليل الموضوعي لمصادر المعلومات بالمكتبات ومرافق المعلومات دراسة في رؤوس الموضوعات وقوائمهام،القاهرة:دار المعرفة الجامعية.
·        يحيي، منى حازم(2010). واصفات البيانات(الميتاداتا) لمواقع الجامعات العراقية على الانترنت، مجلة كلية التربية الأساسية المجلد العشرون العدد الثني والثمانون، على الرابط: https://www.iasj.net/iasj?func=fulltext&aId=91361


المراجع الأجنبية:

-      Antoniou, G., &Harmelen, F., (2008). A Semantic Web Primer. The MIT Press. Cambridge, Massachusetts. London, England.
-       Gylfason, BergurPáll (2010).The Future Of The Web The Semantic Web, Retrieved on 12/10/2017 from: http://www.olafurandri.com/nyti/papers2010/Semantic%20Web.pdf
-       Jurisica, Igor, Mylopoulos, John and Yu, Eric. 2009. Using Ontologies for Knowledge Management: An Information Systems Perspective.
-       Kučerová,Helena(2014).What Do we Analyze During Subject Analysis of Documents?
The Concept of Inness in Knowledge Organization.Retrieved on 12/10/2017, from:http://oldknihovna.nkp.cz/pdf/1401sup/1401038.pdf
-      Mitchell, Nicole(2006) Metadata Basics, A Literature Survey and Subject Analysis. The Southeastern Librarian, Vol. 54, N03, 2006, Retrieved March 19,2007,from, http://vnweb.hwwilsonweb.com, hww /shared/shared-jhtm?-DARGS= /hww / login.jhtml
-       Quintarelli, E. (2005). Folksonomies: power to the people. ISKO Italy - UniMIB Meeting, Milan.NLM,(2004). NLM Policy on Subject Analysis and Classification.Retrieved on 12/10/2017, from:https://www.nlm.nih.gov/tsd/cataloging/subjclasspolicy.pdf


تعليقات

‏قال غير معرف…
حصل على خدمة ادارة مواقع التواصل الاجتماعى
والتسويق لشركتك عبر منصات التواصل الاجتماعى المختلفة لجذب الكثير من العملاء كل يوم عن طريق شركتنا شركة باجل بالمملكة السعودية حيث نقوم بعمل دراسة وتحليل الوضع الرقمي للمؤسسات وتقديم تقارير شهرية لقياس النتائج سواء اذا تم التسويق على الفيس بوك او تويتر.
https://pajill.com.sa/manage-social-media/

المشاركات الشائعة